في وقت أصبح الأنترنت هو حق من حقوق الأنسان وكل شخص تقريبا يتصفح الأنترنت بمعدل ثلاث ساعات يوميا. أصبحت هناك حاجة ماسة للأفراد والشركات في تقديم خدماتهم ومُنتجاتهم عبر الإنترنت. بل حتى السياسين أصبحوا يسوقون حملاتهم عبر الأنترنت، وكل هذا أدى الى ظهور مصطلح بشكل كبير في الفترة الأخيرة وهو التسويق الألكتروني أو التسويق الرقمي.
ماهو التسويق الإلكتروني والفرق بينه وبين التسويق التقليدي :
التسويق الألكتروني بأختصار هو القيام بكل عمليات الترويج والتعريف عن مُنتج أو خدمة من خلال الإنترنت سواء كان الهدف منها هو بيع المُنتج أو التعريف بالعلامة التجارية نفسها وأحيانا يكون الهدف من التسويق هو الحصول على زيارات فقط للموقع.
وهنا ننتقل للسؤال الآخر ما الفرق بين التسويق الرقمي والتسويق التقليدي ولما اسميهما مقترنين ببعضهما دائما؟
والإجابة باختصار ترتكز على الآليات التي يستخدمها كلا منهما فالتسويق الرقمي كما أوردنا من قبل يستخدم كل المنصات والأدوات المتاحة عبر الإنترنت، أما التسويق التقليدي فمن أسمه يتبع الطرق التقليدية التي نعرفها جميعا مثل اللوحات الإعلانية وإعلانات التلفاز والراديو وغيرها، وكذلك مندوبي المبيعات الذين يسوقون المُنتجات مباشرة بالتعامل مع الزبائن وجها لوجه.
ولكن لماذا يتجه معظم أصحاب المشاريع الناشئة وأصحاب الخدمات الى التسويق الرقمي دون عن الأخر؟
مميزات وفوائد التسويق الألكتروني :
الفوائد التي يجنيها المسوقين وأصحاب المُنتجات من التسويق الرقمي كثيرة للغاية وقد لايتسع المجال لذكرها كلها لذا سنكتفي بذكر الأهم والأشهر منها :
التكلفة الأقل : في التسويق الإلكتروني الرقمي أنت تدفع فقط لكل شخص يري الأعلان ويتفاعل معه، كما أنه بشكل عام أرخص بكثير من الطرق التقليدية سواء أعلانات التلفاز أو اللوحات الإعلانية.
دقة الاستهداف وضمان الوصول لأكبر عدد ممكن : هذه واحدة من أفضل الميزات في التسويق الإلكتروني حيث تساعد المسوقين على الوصول للعملاء بشكل أسرع، فمثلاً إذا كنت تبيع جهاز حاسوب فأنت تحدد مسبقا أن يظهر إعلانك فقط لطلاب الجامعات والمهتمين بالتكنولوجيا وهذا يعني أن وصولك لمن هو مهتم بالمُنتج تم بشكل سريع للغاية.
التفاعل من قبل المستخدم : هذه أيضا ميزة هامة سواء للعميل أو حتى لصاحب المُنتج حيث تتيح للعميل الاستفسار ومعرفة معلومات أكثر عن المُنتج وتساعد صاحب المُنتج على معرفة متطلبات عملائه وبناء علاقة قوية معهم.
مرونة الإعلانات الرقمية للوصول لنتائج أفضل : تخيل أن الإعلان السابق المتعلق بأجهزة الحاسوب كان الإقبال عليه من الذكور أكثر من الأناث، هنا يظهر جانب المرونة حيث يمكن أن تغير الفئة المستهدفة وتستهدف فقط الذكور بمثل هذا المُنتج وذلك لتصل لنتيجة أفضل من التفاعل والمبيعات.
أنواع التسويق الإلكتروني :
المجال ولأنه جديد بعض الشيئ فهو متشعب ويتطور بسرعة ليواكب التغيرات التي تحدث في مجال التكنولوجيا بشكل عام وبالتأكيد يوجد منه أنواع متعددة منها :
التسويق بالعمولة : رغم أن هذه الطرقة تعتبر معروفة من قدم الأزل ولكن الأنترنت جعلها أسهل بكثير، وفكرتها تقوم على حصول المسوق على نسبة من الربح من صاحب المُنتج مقابل مساعدته على تحقيق أكبر قدر من المبيعات.
والتسويق بالعمولة أصبح أسهل الآن بسبب وجود منصات وسيطة تربط البائعين وأصحاب المُنتجات بالمسوقين والذين يكتفون بالحصول على لينكات التسويق الإلكتروني من المنصة الوسيطة ومشاركتها مع الناس للحصول على عمولات مقابل كل عملية بيع.
التسويق بالمحتوى : يعتبر هذا النوع هو الأشهر والأكثر تأثيرا على الأطلاق وتقوم فكرته على صناعة محتوى مفيد وقيم حول المُنتج أو الخدمة التي تقدمها بهدف جذب المزيد من العملاء لتحقيق مبيعات أكبر.
وأي كان نوع المحتوى سواء تدوين كتابي أو فيديوهات فهو له تأثير كبير، فتخيل أنك تبيع مضخات للمياه مثلا وقمت بعمل سلسلة من الفيديوهات عن أفضل أنواع المضخات وكيفية عمل الصيانة البدائية لها، فبالتأكيد أنت ستجذب الآف العملاء نتيجة ذلك
التسويق من خلال محركات البحث : هذه الطريقة تقوم بها كافة الشركات التي تمتلك مواقع الكترونية والهدف منها هو التصدر والظهور في نتائج محركات البحث الأولى عندما يتم البحث عن أي شيء متعلق بالخدمة والمُنتجات التي يقدمها الموقع.
وتتنافس كافة الشركات والأفراد فيما بينهم للظهور في نتائج البحث الأولى والتي تتحكم بها عديد الأمور مثل مدى تناسق الموقع وسرعته وجودة المحتوى الذي به.
الأعلانات الممولة : هذه أيضا طريقة من الأكثر شهرة في الوقت الحالي خاصة لأصحاب المشروعات الصغيرة الذين يكتفون بتسويق مُنتجاتهم من خلال أعلانات السوشيال ميديا ولكن بالتأكيد هناك منصات أخرى مثل أعلانات نتائج البحث في جوجل والإعلانات التي تراها في المدونات وغيرها
التسويق الإلكتروني عبر البريد الألكتروني : واحدة من الطرق الشهيرة أيضا هي أرسال عروض للخدمات والمُنتجات من خلال الأيميلات وبشكل تلقائي
وهذه الطريقة تقوم فكرتها بشكل أساسي على الحصول على أكبر قدر من الأيميلات ثم وضعها في برنامج أيميلات تلقائي أشهرها "MailChimp" ثم ترسل عدد كبير من العروض على أمل أن يراسلوك لاحقا طلبا للمُنتجات.
التسويق عبر المشاهير والانفلونسرز : إذا كنت ترغب في أن يقوم شخص مشهور بالحديث عن مُنتجاتك ومدحها فبالتأكيد لن تذهب للاعب كرة قدم فحينها سيطلب منك الملايين ولكن يمكن أن تذهب لشخص يقوم بعمل فيديوهات كوميدية مثلا على الأنستغرام ولديه نحو مليون متابع.
وهذا بالضبط هو التسويق الإلكتروني عبر الأنفلونسرز فأنت هنا تضمن الوصول لعدد كبير وفي نفس الوقت بتكاليف أقل والأهم من ذلك أن الكثيرين سيثقوا بمُنتجك لأنهم يثقون في هذا الشخص المشهور الذي يتابعونه.
كيف تنشئ خطة تسويقية مميزة وناجحة :
رغم وجود العديد من الإستراتيجيات التسويقية وكل منها يختلف في طريقة عملها ولكن هناك عديد الأعتبارات والتي عليك أن تنتبه لها حتى تضمن نجاح خطتك التسويقية :
تحديد الهدف : كل عمل له هدف وكل هدف له إستراتيجية معينة للوصول إليه، وهذا الشيئ ينطبق على التسويق الرقمي فحتى تعرف ماهي طريقة التسويق الإلكتروني المناسبة لك عليك أن تحدد هدفك أولا.
فإذا كان هدفك هو الوصول لمزيد من المتابعين ونشر علامتك التجارية فبالتأكيد ستعتمد على خطة تختلف تماما عن خطة تحقيق المبيعات وإعادة إستهداف عميل أشترى منك من قبل.
تحديد العملاء والفئة المستهدفة : هذه النقطة بالغة الأهمية لتأثيرها على نتائج الحملة التسويقية.
فلايمكن مثلاً أن تقدم خدمة تتعلق بالمهارات اليدوية كالتطريز مثلاً وتستهدف بها الرجال، كذلك معرفة العملاء سيؤثر على أختيارك للمنصة التي ستعمل عليها فمثلا الفئة الأصغر سنا والتي تبحث عن الترفيه تتجه حاليا للانستقرام والتيك توك بينما أصحاب المناصب والسياسيين يتجهون لتويتر، لذلك من المهم أن تعرف عميلك جيدا لتعرف أي منصة ستستخدم وأي أستراتيجية ستتبع.
تحديد ميزانية مسبقة : بناء على الخطوات السابقة وبعد تحديد الهدف ستنتقل للخطوة التالية والتي ستحدد فيها الميزانية بناء على إذا ما كنت ستقوم بالتسويق الإلكتروني بنفسك أو ستعين أحد مختص
فبالتأكيد هناك أنواع من التسويق الشبكي يمكن أن تقوم بها بنفسك مثل التدوين وإنشاء المحتوى، أما الجزء الذي قد تحتاج فيه المساعدة من أحد المختصين هو الحملات الإعلانية والمواقع الالكترونية.
تحليل المنافسين ومراقبتهم : هذه النقطة مهمة لأنها تساعدك على تعويض النواقص لدى العملاء والتي قد تتسبب فيها مُنتجات الآخرين وبالتالي أنت ستحقق مبيعات أكبر.
حتى وأن وصل الأمر بك أن تشتري مُنتجات الآخرين وتقوم بتحليلها وعمل استبيانات بشأنها لتعرف ردود الفعل ومالذي يحتاجه العميل بالضبط.
تهيئة حملتك التسويقية لتتناسب مع أجهزة الهاتف : هذه نقطة يغفل عنها الكثيرين ففي الوقت الحالي معظم الناس تستخدم الهاتف المحمول أكثر من الكمبيوتر ولا يمكن أن تمتلك موقع الكتروني ولا يقوم بتنسيق نفسه ليتناسب مع أجهزة الهاتف المحمول تلقائيا.
نصائح لضمان نجاح الخطة التسويقية :
التسويق لمُنتجات ذات جودة وقيمة كبيرة : سواء كنت صاحب مُنتج أو مسوق تعمل لحسابك بالعمولة أو لحساب أحد أخر فأنت لا تملك الشيء الكثير لضمان نجاح حملتك التسويقية
نعم المُنتج وحده هو من يملك هذا، فإذا كان المُنتج بجودة عالية ويلبي احتياجات العميل في نفس الوقت فسوف يسوق نفسه ويحقق من النجاح الشيئ الكثير.
لذلك من المهم أن تعرف جودة مُنتجاتك وتعمل على تحسينها باستمرار.
العميل أولاً : نعم عليك أن تضع أولا مصلحة العميل قبل كل شئ وحتى قبل مصلحتك أنت لأن ذلك سيعود بالنفع عليك في المستقبل.
ففي مجال المبيعات وخاصة على الأنترنت تقوية العلاقات وبنائها هو شيء هام جدا.
أستغلال الترندات وموجات الضجة المُنتشرة بين الناس : بالتأكيد تلاحظ من وقت لأخر أنه هناك ترند منتشر بين الناس ويمكن أن تستغل ذلك في التسويق، فمثلاً أذا كانت هناك أغنية منتشرة بين الناس يمكن أن تعيد صياغة كلماتها لتسوق مُنتجك وستجد أن الجميع يشارك هذا الإعلان التسويقي كنوع من المشاركة في الترند.
عقبات وتحديات التسويق الألكتروني :
الجميع يعدد مزايا التسويق الألكتروني وكيف أنه أداة فعالة في نجاح كافة الأعمال وخاصة الناشئة منها ولكن هل هو خالي من المعوقات والتحديات؟ في الحقيقة لا، فهناك تحديات في التسويق تزداد كل يوم ومنها :
استمرار ارتفاع حدة المنافسة : إذا تحدثت مع مسوق الكتروني وسألته عن حال عمله فسوف يجيبك بأنه يتمنى أن يعود التسويق الألكتروني لسابق عهده حيث التكلفة الزهيدة للغاية وتحقيق فعالية أكبر من الحملات الأعلانية.
أما في الوقت الحالي فالمنافسة تشتد والمنصات جميعها تعمل بنظام المزاد فمن يدفع أكثر يظهر أولا ويحقق نتائج أفضل.
إنشاء محتوى فعال : لأن المحتوى بشكل عام يدخل في كافة أنواع التسويق الألكتروني فهناك حاجة ماسة للاستمرار في صنع محتوى ذو جودة عالية لجذب العملاء باستمرار وكذلك الإبقاء على العملاء وكل هذا ليس بالشيء السهل.
الامتثال بقواعد المنصات الإلكترونية : نحن نعيش في عالم متقلب فقد تجد السلطات التشريعية تصدر قانونا اليوم وتصدر ما يناقضه غدا وبالتالي فالمنصات الألكترونية مضطرة لتغيير قواعد الاستخدام الخاصة بها باستمرار.
وهذا الشيء يؤثر على المسوقين بالسلب ويؤدي الى اغلاق حساباتهم باستمرار بسبب تغير قواعد الأستخدام والشروط
أهم المفاهيم الأساسية في العمل على الأنترنت :
هذه المفاهيم شهيرة للغاية وسواء كنت تعمل في التسويق الألكتروني أم لا فقد تواجهها ومنها :
قمع المبيعات Sales Funnel : هذا المصطلح هو الأشهر وأي شركة تبيع مُنتج سواء على الأنترنت أو على أرض الواقع لديها مايسمى بقمع المبيعات الخاص بها وهو عبارة عن العملية والخطة التي تجعل الزبون يشتري المُنتج
وبشكل عام هي تتكون من مراحل مثل جذب الأنتباه أولا ليرى العميل المُنتج ومرحلة الأقناع وصنع الرغبة في الشراء والمرحلة الأخيرة هي إقناع العميل بأن يقوم بعملية الشراء.
شخصية العميل Buyer Persona : هي شيء مشابهة للبطاقة التعريفية التي تضعها في جيبك ولكن هنا يصنعها المسوق عن العميل وتحتوي على بيانات عن العملاء الذين يستهدفهم مثل ( السن – البلد – الهوايات – الأسباب التي تدفعهم للشراء إلخ)
صفحة الهبوط Landing Page : هي أشبه بموقع الكتروني ولكن عبارة عن صفحة واحدة بمواصفات معينة بغرض الترويج لمُنتج واحد وإقناع العميل به، والشيء المميز بها أنها تزيد الفعالية ولا تشتت العميل مثل الموقع الإلكتروني ليتمكن من إتمام عملية الشراء بسلاسة.
كيف تتعلم التسويق الألكتروني :
نحن هنا لسنا بصدد إعطاء مسار أو طريقة تتعلم بها التسويق الألكتروني بل سنشاركك أفضل المنصات والدورات المتاحة لتعلم التسويق :
منصة Udacity : هي منصة علمية ربحية متخصصة في مجال الحاسوب وتتعاون مع عديد الشركات مثل جوجل، ولديهم العديد من الدورات التسويقية المميزة والبعض منها مجاني.
دورة أساسيات التسويق الالكتروني من جوجل : تعد واحدة من أفضل الدورات بسبب أنها تشتمل على عديد المواضيع وهناك دورات أخرى مرافقة لها وجميعها مجانية
هاب سبوت HubSpot : عبارة عن موقع الكتروني ومدونة تقدم عديد الدورات في مجال التسويق وإنشاء المواقع بشكل عام وتعتبر دورة التسويق لديه واحدة من الأفضل.
تابع القرأءة :
اخبار جديدة في الموقع الاخباري : تحسين صور منتجات امازون للمعلنين بأداة توليدية جديدة بالذكاء الاصطناعي